المازوت الإيراني في مولدات الضاحية: 8 ساعات تغذية يومياً حتى آخر أيلول
لم يشعر اللبنانيون بالغبن من أصحاب المولدات كما شعروا هذا الصيف عندما أصبحت فواتير الإشتراكات تزيد عن قيمة دفعات الإيجار، إلى جانب “التقنين” والقطع التام بغياب المازوت، كل هذه الأمور جعلت الصيف اللبناني لاهباً “مظلماً” بكل ما للكلمة من معنى.
في بداية أيلول الجاري نشر اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية بياناً يتحدث فيه عن التسعيرة العادلة للمولدات، فكان أن حدّد سعر الكيلووات بـ 3800 ليرة، أي ما يزيد عن تسعيرة “وزارة الطاقة” للكيلووات والتي حُدّدت بـ 2367 ليرة، وقد اعتمد الإتحاد على تسعيرة المازوت الرسمية، كما تسعيرة المازوت في السوق السوداء والتي حُددت بـ 270 ألف ليرة للصفيحة كما سعر صرف الدولار 20 ألف ليرة، ومتوسط عدد ساعات التغذية في اليوم.
كذلك قام الإتحاد بتحديد أرقام الفواتير للإشتراكات الثابتة 5 و10 و15 أمبير، نسبة لنفس المعايير، وتبعاً لكل منطقة، ولكن الطبيعي أن الإلتزام في هذه الأسعار لم يكن مطلقاً، فكان كل صاحب اشتراك يطلق التسعيرة التي تناسبه، الأمر الذي يسعى اتحاد البلديات الى منعه، تزامناً مع وصول المازوت الإيراني.
في هذا الإطار، علم “أحوال” من مصادر مطّلعة أن اجتماعاً عُقد منذ قليل في مجمّع المجتبى في منطقة الصفير بالضاحية الجنوبية، ضمّ مئات من أصحاب الإشتراكات في الضاحية، وممثلين عن حزب الله وحركة أمل وبلديات الضاحية، للتشاور في الآلية المتوقع العمل على أساسها للحصول على المازوت الإيراني والتسعير الذي يعدّ جزءاً لا يتجزأ من هذه الآلية.
وتكشف المصادر أن أجواء اللقاء بالنسبة لأصحاب المولدات لم تكن إيجابية بشكل كامل، فالمخطط، هو حصول كل صاحب اشتراك على كمية من المازوت تسمح بإنتاج 8 ساعات يومياً لغاية نهاية شهر أيلول، وهو ما سيجعل أصحاب المولدات ملزمين بالبحث عن مصادر مازوت أخرى، ستكون على الأغلب من السوق السوداء، وهو ما يراه أصحاب الإشتراكات استمراراً في نفس الدوامة السابقة بشأن الأسعار.
تُشير المصادر إلى أن الدفع مقابل المازوت سيكون مسبقاً، عبر دفع القيمة المالية في مؤسسة القرض الحسن، مشددة على أنه تم التأكيد خلال اللقاء على شرط أساسي للحصول على المازوت وهو الإلتزام بقيمة الفواتير التي سيحددها اتحاد بلديات الضاحية نهاية الشهر أو بداية الشهر المقبل.
تؤكد المصادر أن اتحاد البلديات سيتابع تنفيذ ما تم الإتفاق عليه، ولن يتهاون مع المخلين بالإتفاق، مشددة على أن التسعيرة قد تنخفض قليلاً نهاية شهر أيلول عما كانت عليه الشهر الماضي لاختلاف بعض المعايير أبرزها سعر صرف الدولار، وسعر المازوت الإيراني، ولكن الإنخفاض الواضح سيكون في شهر تشرين أول المقبل بحال كان المازوت الإيراني لا يزال متوفراً، خاصة بحال استمر سعر الصرف على ما هو عليه اليوم أو انخفض أكثر.
أما بما يتعلّق بساعات التغذية، فتؤكّد المصادر أن أصحاب المولدات لا يمكنهم تغطية كل ساعات القطع الناتجة عن ضعف إنتاج مؤسسة كهرباء لبنان، حتى ولو توفّر المازوت، مشيرة بنفس الوقت إلى أن المازوت الإيراني لن يكفي وحده لرفع ساعات التغذية.
محمد علوش